معجزة النبي صلى الله عليه وسلم
في تكثير الطعام ووجود البركة فيه
:::::::::::::
طعام الواحد يكفي الاثنين ، وقد يكفي الأربعة في بعض الأحيان
لكن أن يسدّ حاجة الجمع الغفير من الناس
فذلك لا يكون إلا وجها من وجوه المعجزات الربانية
التي أكرم الله بها نبيّه
– صلى الله عليه وسلم -
وقد تكرّرت هذه المعجزة لرسول الله
- صلى الله عليه وسلم -
في أماكن مختلفة، ومناسبات متعددة
كان منها يوم الخندق ؛
حينما أطعم ألف نفر من شاة صغيرة وصاع من شعير
فقد جاء في الحديث المتفق عليه
أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
رأى جوعاً شديداً بالنبي صلى الله عليه وسلم
فانطلق إلى بيته، وأخرج جراباً فيه صاع من شعير
وذبح شاة، وجهز هو وزوجته طعاماً
ثم دعا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - إليه
فلما رأى جابرٌ النبي - صلى الله عليه وسلم –
وبصحبته أهل الخندق فزع من ذلك المشهد
وذهبت به الظنون كل مذهب
وقال في نفسه : كيف يمكن لهذا الطعام أن يكفي كل هذا الحشد
فعلم النبي - صلى الله عليه وسلم –
ما يدور في نفس جابر رضي الله عنه فأخبره بألا ينزل القدر
وألا يخبز الخبز، حتى يأتيه ويبارك فيه، ثم أكلوا جميعاً وشبعوا
والطعام كما هو
:::::::::::::
وفي غزوة تبوك أخذ الجوع من الصحابة كل مأخذ
فاستأذنوا النبي - صلى الله عليه وسلم
في نحر رواحلهم ، فطلب منهم أن يأتوه بفضل أزوادهم
أي ما بقي من أطعمتهم
فدعا فيه بالبركة
ثم قال: ( خذوا في أوعيتكم )
فأخذوا في أوعيتهم ، حتى ما تركوا في العسكر وعاءً إلا ملؤوه
فأكلوا حتى شبعوا ، وحملوا ما بقي"(2)
وحين شكى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما لرسول الله
- صلى الله عليه وسلم –
من تحمّله ديون والده الذي استشهد يوم أحد
وإلحاح الغرماء في طلب حقوقهم
جاء عليه الصلاة والسلام إلى بستانه، ودعا له بالبركة في ثمره
فقضى جابر دين أبيه، وبقي زيادة"(3)
وقد جاءت هذه المعجزة مكافأةً ربّانية لأحد الصحابة
كان قد اقترض من النبي عليه الصلاة والسلام
شيئاً من الطعام ليقدّمه إلى ضيفه
فظلّ يأكل منه زماناً هو وضيفه وهو على حاله لم ينقص منه شيء
فلما وزنه بدأ بالتناقص
فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بما حدث فقال له
( لو لم تكله لأكلتم منه ، ولقام لكم )
أي : لاستمرّ عطاؤه دون انقطاع (4)
وتروي لنا عائشة رضي الله عنها ما يدلّ على بركة طعام
النبي – صلى الله عليه وسلم – في حياته وبعد مماته
فتقول : " توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم
وما في بيتي من شيء يأكله ذو كبدٍ
تعني عدم وجود ما يصلح طعاماً
إلا شطر شعير في رفٍّ لي
فأكلت منه حتى طال عليّ
فكِلْتُه – أي : وزنته - ، ففني " (5)
:::::::::::::
وحينما استضاف أبو طلحة رسول الله - صلى الله عليه وسلم
في بيته جاء عليه الصلاة والسلام
ومعه سبعون أو ثمانون من أصحابه
فدعا في الطعام
ثم طلب منهم أن يدخل منهم العشرة ليأكلوا ثم يخرجوا ويأتي غيرهم
حتى أكل الجميع وشبعوا من ذلك الطعام اليسير(6)
ويروي عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان في سفرٍ ومعه مائة وثلاثون رجلاً
فقال لهم :: ( هل مع أحد منكم طعام )
فجاء أحدهم بصاعٍ من شعير فطبخه
ثم اشترى النبي - صلى الله عليه وسلم
شاة وأمر بطبخها ، فأكل منها كل من كان حاضراً
وبقي من الطعام شيء كثير (7)
وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم –
أهديت له قصعة ثريد ، فظل الناس يأكلون منها يوماً كاملاً
يقول سمرة رضي الله عنه
" ما كانت تمدّ إلا من ههنا " وأشار إلى السماء (
:::::::::::::
وكان لأبي هريرة رضي الله عنه مع هذه المعجزة قصّة
فقد اشتدّ به الجوع ذات يومٍ حتى اضطرّ
إلى أن يربط على بطنه حجراً
فقام يسأل أبابكر وعمر رضي الله عنهما ويحادثهما
عسى أن يظفر منهما بدعوةٍ إلى طعام
لكنّهما لم يدركا مقصوده
فلما رآه النبي- صلى الله عليه وسلم
عرف ما به من جوعٍ ، فدعاه إلى وعاءٍ من لبنٍ
لكنّ فرحة أبي هريرة رضي الله عنه لم تكتمل
فقد أمره رسول الله – صلى الله عليه وسلم
أن يدعوا أهل الصفّة كلّهم
فامتثل أبو هريرة رضي الله عنه للأمر النبوي
وهو يظنّ أن مراده لن يتحقّق
ولم يدر أنه سيكون شاهداً على إحدى معجزات النبي
صلى الله عليه وسلم
فقد شرب جميع من جاء من أهل الصفّة والوعاء على حاله لم ينقص
ثم شرب منه أبو هريرة رضي الله عنه
حتى لم يعد قادراً على الزيادة منه
وكان النبي – صلى الله عليه وسلم - آخرهم شرباً (9)
وأعجب من ذلك، ما جاء في سنن الترمذي
عن أبي هريرة رضي الله عنه حيث قال
" أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بتمرات
فقلت يا رسول الله: ادع الله فيهن بالبركة، فضمهن
ثم دعا لي فيهن بالبركة
وقال ( خذهن واجعلهن في مزودك هذا
أو في هذا المزود، كلما أردت أن تأخذ منه شيئاً
فأدخل فيه يدك، فخذه ولا تنثره نثرا )
ويذكر أبو هريرة رضي الله عنه
أنه ظلّ يأكل من ذلك التمر زماناً طويلاً
واستمرّ حتى يوم مقتل عثمان رضي الله عنه "(10)
والحاصل أن تكثير الطعام كان معجزة أيّد الله بها نبيه
صلى الله عليه وسلم
شاهدها الناس، وعايشها أصحابه
فكان لها أثرٌ كبير في دخول الناس في دين الله
وتركت صدى عظيماً في نفوس المسلمين وأسهمت
في زيادة إيمانهم وتعلقهم بربهم ، وحل مشكلاتهم وأزماتهم
فسبحان من لا يعجزه شئ في الأرض ولا في السماء
هنا
يتــــــــــبع
بإذن الله
^^^
قال الإمام البخاري فى صحيحه
(1) حدثنا خلاد بن يحيى ،قال حدثنا عبد الواحد بن أيمن
عن أبيه قال أتيت جابرا رضي الله عنه فقال
"إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة
فجاءوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا هذه كدية عرضت في الخندق
فقال أنا نازل ثم قام وبطنه معصوب بحجر ولبثنا ثلاثة أيام
لا نذوق ذواقا فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم
المعول فضرب فعاد كثيبا أهيل أو أهيم
فقلت يا رسول الله ائذن لي إلى البيت
فقلت لامرأتي رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم
شيئا ما كان في ذلك صبر فعندك شيء
قالت عندي شعير وعناق فذبحت العناق وطحنت الشعير
حتى جعلنا اللحم في البرمة ثم جئت النبي صلى الله عليه وسلم
والعجين قد انكسر والبرمة بين الأثافي قد كادت أن تنضج
فقلت طعيم لي فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان
قال كم هو فذكرت له قال كثير طيب قال
قل لها لا تنزع البرمة ولا الخبز من التنور حتى آتي
فقال قوموا فقام المهاجرون والأنصار
فلما دخل على امرأته قال ويحك جاء النبي صلى الله عليه وسلم
بالمهاجرين والأنصار ومن معهم
قالت هل سألك قلت نعم فقال ادخلوا ولا تضاغطوا
فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم ويخمر البرمة والتنور
إذا أخذ منه ويقرب إلى أصحابه
ثم ينزع فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا
وبقي بقية قال كلي هذا وأهدي فإن الناس أصابتهم مجاعة
صحيح البخاري - كتاب المغازي
باب اللهم إنه لا خير إلا خير الآخره
فبارك في الأنصار والمهاجره
رقم3875
^^^
(2) صحيح مسلم بشرح النووي - كتاب الإيمان
باب فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه بالبركة
ثم قال خذوا في أوعيتكم قال فأخذوا في أوعيتهم
حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملئوه
قال فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما
رقم27
^^^
(3) الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4053
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
^^^
(4)الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني
المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5302
خلاصة حكم المحدث: صحيح
^^^
(5)الراوي: عائشة المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3097
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
^^^
(6) الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3578
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
^^^
(7)الراوي: عبدالرحمن بن أبي بكر المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2618
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
^^^
(
كنا مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نتداول
من قصعة من غدوة حتى الليل
تقوم عشرة وتقعد عشرة .
قلنا : فما كانت تمد ؟
قال : من أي شيء تعجب ؟
ما كانت تمد إلا من ههنا وأشار بيده إلى السماء
الراوي: سمرة بن جندب المحدث: الوادعي
المصدر: صحيح دلائل النبوة - الصفحة أو الرقم: 128
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
^^^
(9) الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6452
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
^^^
(10)الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني
المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3839
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن