((طريق الهدى))
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
((طريق الهدى))
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
((طريق الهدى))
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) ‏
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 غلبت الروم في أدنى الأرض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 101
تاريخ التسجيل : 18/05/2012

غلبت الروم في أدنى الأرض  Empty
مُساهمةموضوع: غلبت الروم في أدنى الأرض    غلبت الروم في أدنى الأرض  I_icon_minitimeالثلاثاء 29 مايو 2012 - 20:08

سأل أحدهم عن معنى لفظة ( أدنى ) ، وعن وجه الإعجاز فيها وفي قوله تعالى :﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴾(الروم:3) . وفي الإجابة عن ذلك أقول بعون الله وتعليمه :

أولاً- لفظة ( أدنى ) في اللغة من ( الدُّنُوُّ ) ، وهو : القُرْبُ . يقال : دنا يدنو دُنُوًّا . أي : قرُب يقرُب . وأدنَى : اقترب : ويقال : أَدْنى ، إِذا عاش عيشًا ضيِّقًا ، بعد سَعَةٍ . والأَدْنى : السَّفِلُ . قال تعالى :﴿ أَتَسْتَبْدِلون الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ﴾ ، فقابل بين ﴿ الَّذِي هُوَ أَدْنى ﴾ ، و﴿ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ ﴾ . أي : أتستبدلون الذي هو أخسُّ . وقيل : بالذي هو أَقْرَبُ . ومعنى أقرب : أقلُّ قيمةً .. وقال الله عز وجل :﴿ ولَنُذِيقَنَّهم من العَذاب الأَدْنى دون العَذاب الأَكْبَر ﴾ يدل على أن كلَّ ما يُعَذَّبُ به في الدنيا فهو العذابُ الأَدْنى ، بخلاف العذاب الأكبر فإنه عذابُ الآخرة . وقيل : سمِّيت الدنيا : دنيا ؛ لأنها دَنَتْ . وكذلك : السماء الدنيا ، هي القربى إلينا ، ويقابلها : السماء العليا . كما يقابل الأدنى بالأعلى . والمكان الأدنى بالنسبة للأعلى هو المنخفض ، وبالنسبة للأبعد هو الأقرب .

ويتلخص مما تقدم أن المراد من أدنى الأرض في قوله تعالى :﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ ﴾ : أقرب مكان فيها ، وأخفض مكان ، وهو كما قال ابن عباس رضي الله عنهما :« في طرف الشام » . وقال مجاهد :« في الجزيرة العربية » . وقال السدي :« بأرض الأردن وفلسطين » . وقال يحيى بن سلام :« في أذرعات الشام » . فإن كانت الواقعة في طرف الشام أو في أذرعات الشام ، فهي أدنى الأرض بالنظر إلى مكة . وإن كانت في الجزيرة العربية ، فهي أدنى بالنظر إلى أرض كسرى . وإن كانت في الأردن وفلسطين ، فهي أدنى بالنظر إلى أرض الروم .

والظاهر أن المراد بالأرض : الأرض المعروفة التي نعيش فوقها . وأدناها هو المكان الذي وقعت فيه المعركة الحاسمة التي أظهرت جيوش الفرس على جيوش الروم . وتؤكد الدراسات الحديثة أن هذا المكان يقع في منطقة حوض البحر الميت أقرب المناطق للجزيرة العربية ، أو هو جزء منها ، وأنه أكثر أجزاء اليابسة انخفاضًا , حيث يصل منسوب سطح الأرض فيه إلى حوالي الأربعمائة متر تحت متوسط مستوى سطح البحر , وأن هذه المنطقة كانت من مناطق الصراع بين إمبراطوريتي الفرس والروم . وأن وصف هذا المكان بهذه الإشارة القرآنية العابرة ( أَدْنَى الْأَرْضِ ) يعتبر من السبق العلمي في كتاب الله ؛ لأن أحدًا لم يكن يعلم هذه الحقيقة في زمن الوحي بالقرآن الكريم , ولا لقرون متطاولة من بعده .

ثانيًا- وقد روي في سبب نزول هذه الآيات أن كسرى بعث جيشًا إلى الروم ، وأمَّر عليهم رجلاً ، فسار إليهم بأهل فارس ، وظفر وقتل وخرب وقطع زيتونهم ، وكان التقاؤهم بأذرعات الشام . ولما كانت دولة الروم مسيحية قد انهزمت أمام دولة الفرس وهي وثنية في هذه الحرب الطاحنة ، اغتم لذلك المسلمون ، وفرح بذلك المشركون ، وقالوا للمسلمين في شماتة العدو : إن الروم يشهدون أنهم أهل كتاب ، وقد غلبهم المجوس ، وأنتم تزعمون أنكم ستغلبون بالكتاب الذي أنزل عليكم ، فسنغلبكم كما غلبت فارس الروم ، فنزلت الآيات الكريمة يبشر الله فيها المسلمين بأن هزيمة الروم هذه سيعقبها انتصار في بضع سنين . أي : في مدة تتراوح بين ثلاث سنوات وتسع سنوات ، ولم يك مظنونًا وقت هذه البشارة أن الروم ستنتصر على الفرس في مثل هذه المدة الوجيزة ؛ بل كانت المقدمات والأسباب تأبى ذلك عليها ؛ لأن الحروب الطاحنة أنهكتها حتى غزيت في عقر دارها ؛ كما دل عليه النص الكريم في :﴿ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ ﴾ ؛ ولأن دولة الفرس كانت قوية منيعة ، وزادها الظفر الأخير قوة ومنعة . حتى إنه بسبب استحالة أن ينتصر الروم عادة ، أو تقوم لهم قائمة راهن بعض المشركين أبا بكر- رضي الله عنه- على تحقق هذه النبوءة ، فقالوا : يا أبا بكر إن صاحبك يقول : إن الروم ستظهر على فارس في بضع سنين . قال : صدق . قالوا : أفلا نراهنك على ذلك ؟ فقال : بلى ! وكان ذلك قبل تحريم الرهان ، فاتفقوا على أربعة قلائص إلى سبع سنين ، فمضى السبع سنين ، ولم يكن شيء . ففرح المشركون بذلك ، وشق على المسلمين . وذكر أبو بكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال :« ما بضع سنين عندكم » ؟ قالوا : دون العشر . قال :« اذهب فزايدهم ، وازدد سنتين في الأجل » . فما مضت السنتان حتى جاءت الركبان بظهور الروم على فارس ، ففرح المؤمنون بذلك . وأنزل تعالى :﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ ﴾ إلى قوله :﴿ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾(الروم: 6) . فكان ذلك من الآيات البينات الشاهدة بصحة النبوة ، وأن القرآن من عند الله ؛ لأنها إيتاء من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله جل وعلا ؛ وذلك يشكل إعجازًا من إعجاز القرآن الغيبي .

ومما هو جدير بالذكر أن هذه الآية نفسها حملت نبوءة أخرى ؛ وهي البشارة بأن المسلمين سيفرحون بنصر عزيز في هذا الوقت الذي ينتصر فيه الروم ، ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ ﴾ . ولقد صدق الله وعده في هذه كما صدقه في تلك ، وكان ظفر المسلمين في غزوة بدر الكبرى واقعًا في الظرف الذي انتصر فيه الروم على الفرس .

هكذا تحققت النبوءتان في وقت واحد ، مع تقطع الأسباب في انتصار الروم ، ومع تقطع الأسباب أيضًا في انتصار المسلمين على المشركين على عهد هذه البشارة ؛ لأنهم كانوا وقتئذ في مكة في صدر الإسلام ، والمسلمون في قلة وذلة يضطهدهم المشركون ، ولا يرقبون فيهم إلًّا ، ولا ذمة ؛ ولكن على رغم هذا الاستبعاد أو هذه الاستحالة العادية ، نزلت الآيات تؤكد البشارتين ، وتسوقهما في موكب من التأكيدات البالغة التي تنأى بهما عن التكهنات والتخرصات .

وإن كنت في شك ، فأعد على سمعك هذه الكلمات :﴿ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾(الروم: 5- 6) , ثم تأمل كيف حاطت هذه العبارة الكريمة :﴿ فِي بِضْعِ سِنِينَ ﴾ هاتين النبوءتين بسياج من الدقة والحكمة لا يترك شبهة لمشتبه ولا فرصة لمعاند ؛ لأن لفظ ( البضع ) ما بين الثلاث إلى التسع في أصح الأقوال ، وهو قول قتادة . والناس يختلفون في حساب الأشهر والسنين ؛ فمنهم من يؤقِّت بالشمس ، ومنهم من يؤقِّت بالقمر ، ثم إن منهم من يجبر الكسر ويكمله إذا عد وحسب ، ومنهم من يلغيه . يضاف إلى ذلك أن زمن الانتصار قد يطول حبله ، فتبتدئ بشائره في عام ، ولا تنتهي مواقعه الفاصلة إلا بعد عام أو أكثر ، ونظر الحاسبين يختلف تبعًا لذلك في تعيين وقت الانتصار ؛ فمنهم من يضيفه إلى وقت تلك البشائر ، ومنهم من يضيفه إلى يوم الفصل ، ومنهم من يضيفه إلى ما بينهما ؛ لذلك كله جاء التعبير بقوله جلت حكمته :﴿ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ﴾ من الدقة البيانية والاحتراس البارع ، بحيث لا يدع مجالاً لطاعن ، ولا حاسب ، وظهر أمر الله ، وصدق وعده على كل اعتبار من الاعتبارات ، وفي كل اصطلاح من الاصطلاحات ، ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً ﴾(النساء: 122) ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tarikaleman.alafdal.net
 
غلبت الروم في أدنى الأرض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» - أيهما خلق أولاً : السماوات أم الأرض ؟؟؟
»  - هل تعرف كائن على وجه الأرض لا يشرب الماء؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
((طريق الهدى)) :: الفئة الأولى :: الشريعة الإسلامية :: واحة الإيمان والإعجاز فى القرآن والسنة النبوية المطهرة-
انتقل الى: